تقارير

قتل وسطو يهدد حياتهم.. من يحمي المغتربين اليمنيين في أمريكا؟

21/12/2021, 08:51:17
المصدر : قناة بلقيس - خاص

تكررت -خلال العام الجاري- حوادث القتل، التي تعرّض لها يمنيون مغتربون في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل لافت، الأمر الذي أثار كثيرا من التساؤلات عن طبيعة ما يجري هناك، وأسبابه.
ولوحظ أن بعض تلك الحوادث غالبا ما تكون متزامنة مع عملية سطو على محلات تجارية ليمنيين، يقوم بها مسلحون في أمريكا.
آخر تلك الحوادث كانت في الثامن عشر من الشهر الجاري، إذ قتل المغترب سمير المريسي في ولاية بنسلفانيا، إثر هجوم تعرّض له من أحد المواطنين الأمريكيين.
ومع استمرار تلك الاعتداءات، نفذ يمنيون في أمريكا وقفات احتجاجية، طالبت بسرعة إلقاء القبض على الجناة، واتخاذ الإجراءات الرادعة، التي من شأنها الحد من تكرار تلك الجرائم.
وبدأت هجرة اليمنيين إلى أمريكا في القرن التاسع عشر، ويتركز تواجدهم في ولايات عدة أبرزها: نيويورك، وميشيغان، وكاليفورنيا، وفيرجينيا.
ولا توجد إحصائيات دقيقة عن الجالية اليمنية، لكن معهد سياسات الهجرة الأمريكي قدر -عام 2015- عدد المهاجرين ذوي الأصول اليمنية في الولايات المتحدة بقرابة 45 ألفا.

- عنف متراكم

ويرتبط العنف في الولايات المتحدة -كما أوضحت لطيفة جامل رئيسة المركز الأمريكي للعدالة- بشكل جذري بالتعديل الثاني في الدستور، الذي يمنح الحرية للأفراد بتملّك وحيازة السلاح، كحق لا يمكن التنازل عنه، رغم محاولات الديمقراطيين هناك بالمطالبة بتنظيم حيازته.
لكن تلك الجهود كانت تصطدّ بالتعديل في الدستور، وباللوبيات الكبرى من شركات الأسلحة وغيرها، بحسب لطيفة، التي تحدثت لـ"بلقيس". وأشارت إلى أن استطلاعات الرأي تظهر أن أكثر من 40% ممن يشترون الأسلحة لا يخضعون لـ" background check " أي فحص الخلفية، الذي يثبت جدارتهم لحيازته، إضافة أن كل شخص لديه القدرة على استخدام الانترنت يمكنه الشراء "أون لاين".
وفي تقدير لطيفة، فإن العنف المتراكم -لا المتزايد في أمريكا- هو نتيجة للتقدير الخاطئ لمفهوم حرية الفرد، مقابل المجموع والسلامة العامة.
وأكدت أنه لا مؤشر على تزايده، لا من حيث الأعداد أو طبيعة الاستهداف والتوصيف، كان عنصريا أو عرقيا، بل يندرج تحت مظلة العنف العام، كنتيجة لتفشي السلاح.
وقالت إن بروز حوادث القتل، التي راح ضحيتها يمنيون، يرجع إلى عصر "السوشيال ميديا" الأسرع والأكثر انتشارا، الذي يتيح نشر الأخبار والتركيز على القضايا المختلفة.
محمد رشاد عُبيد - صحافي وكاتب سياسي يقيم في نيويورك- بدوره تطرّق إلى انحدار بعض محلات ومتاجر بعض اليمنيين في نيويورك وبنسلفانيا وفلادليفيا و"نورث كلورينا" مؤخرا لبيع الممنوعات من مادة الحشيش وحبوب المزاج وغيرها، مما جعل من يعملون في تلك المتاجر صيدا ثميناً ومشروعا، من قِبل المشرّدين والأمريكيين من أصل أفريقي، فأغلبهم يمارسون بيع تلك المواد.
وأوضح لـ"بلقيس": عمليات السطو لا تتركز على المحلات التجارية التي تبيع المواد الممنوعة، بل تحدث أيضا وبشكل كبير في المناسبات المختلفة كالأعياد ورأس السنة، وذلك بسبب الفراغ الأمني وحاجة المشردين والمتسكعين للأموال.

- تقليص ميزانية الشرطة

ويتم استهداف الجاليات المختلفة في أمريكا من قِبل مسلحين، والاعتداءات في نيويورك -بحسب لبيب ناشر- (عضو في لجنة العلاقات الإعلامية – مؤسسة أياد للدفاع عن رجال الأعمال اليمنيين الأمريكيين، تشمل أصحاب المحلات والدكاكين ومحلات الذهب).
 يُرجع ناشر -في حديثه لـ"بلقيس"- الازدياد في حالات الاعتداءات مؤخرا في نيويورك، إلى الانفلات الأمني الحاصل، وكذا تقليص ميزانية شرطة الولاية، التي كانت ناتجة عن مظاهرات السود بعد مقتل جورج فلويد على يد أحد رجال الشرطة العام الفائت، ما أدى إلى نقص فاعليتها.

وتابع: "تكثر الحوادث في أوساط اليمنيين بنيويورك، وذلك بسبب أنهم يمتلكون فيها قرابة 5 آلاف محل تجاري"، مُبينا أنه لا توجد إحصائيات دقيقة قامت برصد تلك الاعتداءات في أوساط الجالية بالولاية التي تُقدر أعداد اليمنيين فيها ب350 ألفا إلى 500، ما بين متجنس وأشخاص لديهم إقامة مؤقتة ولاجئين.
وينتقد عبيد انتشار السلاح في أوساط الشعب الأمريكي بصورة مخيفة، إضافة إلى عدم تشديد عقوبة حامليه في الشوارع والأماكن العامة في نيويورك خصوصا.
وذكر أنه تم إلقاء القبض على بعض ممن أثاروا الشغب، وارتكبوا عمليات سطو في نيويورك مؤخرا، ثم تم الإفراج عنهم بتوجيه من المدّعي العام في الولاية، بحُجة أنهم لم يرتكبوا جرائم كبيرة وجسيمة.

 - خطر يطال الجميع

وتحذّر لطيفة من النظر إلى الأمر من زاوية استهداف عرقي، لأن الواقع ليس كذلك، فالجميع يعلم أن المدارس في مناطق البيض كمدارس السود والأسبان، تتعرّض لحالات من الاستهداف بالسلاح دون تخصيص، وكذلك المولات ومحطات الوقود، فالعنف يتزايد بوتيرة أعلى في المناطق الفقيرة وذات الغالبية السوداء، حسب قولها.
وتختتم حديثها بالإشارة إلى أن "الطريق للتغيير يمر عبر التشريع في الكونجرس، وهو طريق طويل وغير معبّد، وحتى يحين ذلك الوقت، فالخيار الوحيد هو الجهود الفردية والمجتمعية لتقليل فرص التعرّض للعنف".
ولتفادي الخسائر المؤلمة، التي قد يتعرّض لها المغترب اليمني، تنصح رئيسة المركز الأمريكي للعدالة باختيار الأماكن ذات الخطورة الأقل، وإن كان العمل فيها بربحية أقل، إضافة إلى تفهم طبيعة المكان، وتعلم التعامل الزبائن الذي يمثلون خطورة على الحياة.
وشددت على أهمية الدور التثقيفي للجمعيات والمؤسسات اليمنية - الأمريكية، إلى جانب المؤسسات الحكومية، بكيفية التعامل مع السطو المسلح، وتوفير وسائل الحماية، مطالبة بالضغط باتجاه طلب وسائل حماية أكبر وأكثر انتشارا، كدورية البوليس، وكذا التنظيم السياسي للضغط على المشرّعين وبنفس آلية الأمريكيين المطالبين منذ عقود طويلة؛ لإصدار تشريع تنظيم امتلاك السلاح للحد من العنف الذي يشمل المجتمع الأمريكي ككل لا فئة بعينها.
أما ناشر فدعا أبناء الجالية إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية، مثل ارتداء البلاستيك الواقي من الرصاص، وعمل أبواب لمحلاتهم تفتح من الداخل فقط، مؤكدا أن الحل الرئيسي يكمن بتفعيل نيويورك دور الشرطة، بزيادة ميزانيتها لتزيد فعاليتها، كما كانت من قبل.
من جهته، رأى الصحافي عبيد أن العمال في المتاجر اليمنية لا يستطيعون التعامل مع عمليات السطو، فتؤدي مقاومتهم -حين يتعرّضون لتلك الحوادث- إلى تعرّضهم للقتل، سواء هم أو العمالة الأخرى في المتجر.
وكان السفير عادل علي السنيني، رئيس بعثة اليمن في أمريكا سابقا، قد نصح الجالية اليمنية -في منشور تداولته صفحات تهتم بأخبارهم- بالتوحّد، وكذا تنظيم ندوات وحملات توعِّي بأهمية اختيار الأعمال الأكثر أمنا وسلامة.

كما حث على ضرورة الحصول على تدريب في كيفية التعامل من الزبائن، والاندماج في المجتمع، والتنوع في اختيار الوظائف، والإلمام والتمسك بحقوقهم القانونية، ومتابعة القضايا المنظورة في المحاكم، وكذا الحرص على احترام الأنظمة والقوانين والتقيّد بها، وإبلاغ الجهات المختصة عن أي اعتداءات قد تحصل.
وتعد الجالية اليمنية في أمريكا من أكبر الجاليات هناك، وزادت فعاليتها مؤخرا بشكل لافت، فقد فاز عدد من اليمنيين بمناصب مهمّة، منها: عمدة مدينة هامترامك، وكذا عضوية المجلس المحلي في لاكوانا.

تقارير

كيف حوّل الحوثيون رسوم الكليات الطبية إلى مصدر للجبايات؟

في إطار سعيها المستمر لجباية المزيد من الأموال بطرقٍ غير مشروعة، ضاعفت مليشيا الحوثي من إجراءاتها الاستغلالية لطلاب الكليات الطبية في جامعة صنعاء، وحولت كل أنظمة الدراسة المعمول بها إلى مجال للتربح والمتاجرة، وأحد مصادر التمويل لحروبها العبثية ضد اليمنيين.

تقارير

أزمة سيولة وتدهور الريال.. ما مستقبل القطاع المصرفي في اليمن؟

انتكاسة جديدة يعيشها الريال اليمني، وسط عجز الحكومة عند تداركها، فيما المواطن يدفع ثمن حروب كثيرة، على رأسها الاقتصاد، إذ سجل الريال اليمني، في آخر التداولات، انهيارا أمام الدولار، متجاوزا حاجز 1700 ريال مقابل الدولار الواحد، وهي أدنى قيمة له منذ أكثر من عامين.

تقارير

تقرير غربي: الأجندة السعودية الإماراتية المتباينة تسببت في شلل المجلس الرئاسي

لم يعالج مجلس القيادة الرئاسي بشكل فعّال المشاكل الحرجة التي تواجه البلاد بعد عامين من تشكيله، بما فيها الوضع الاقتصادي المتردي، والخطر الحوثي المستمر، والتوترات العسكرية المتصاعدة في البحر الأحمر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.