أخبار محلية

في ظل تفكك المجلس الرئاسي.. الحوثيون يخططون لجولة قادمة من الحرب

29/08/2022, 06:57:05

مليشيا الحوثي تعلن عن تحضيرات عسكرية استعدادا لخوض جولة قادمة من الحرب على لسان زعيمها، وهو أمر بديهي بالنسبة لمليشيات تعيش وتقتات على الصراعات والحروب.

في المقابل، يغيب الحديث عن معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب من صدارة الموقف الوطني المتمثل بالمجلس الرئاسي، والحكومة الشرعية، في ظل خلافات وصراعات بينية يغذّيها التحالف السعودي - الإماراتي عبر أدواته محاولا طيّ الجغرافيا من تحت أقدام الشرعية.

- تحضيرات هيأ لها التحالف

في هذا السياق، يقول الصحفي فهد سلطان: "إن الاستعدادات، التي تقوم بها مليشيا الحوثي، هي استعدادات طبيعية بعد أن هيأ لها التحالف الملعب بشكل أكبر، وهي تؤمن بالحروب وتشعر بأنها تستطيع أن تنتزع بالحرب ما لم تستطع انتزاعه بالسلم".

وأوضح أن "التحالف السعودي - الإماراتي حقق لمليشيا الحوثي ما لم تكن تحلم به أو ما حلمت به طويلا"، مشيرا إلى أن "ما عجزت عن تحقيقه المليشيات، خلال 7 سنوات، حققه التحالف لها في بضعة شهور".

وأضاف: "استطاع التحالف أن يضرب الشرعية اليمنية، وأتى بمجلس رئاسي لا يملك شرعية حقيقية، واستطاع أن يضرب الجيش الوطني الذي تمكن من كسر المليشيات وأذاقها الويلات، رغم أنه بلا رواتب ولا سلاح نوعي، كما أنه تمكن من تقليص وإقصاء قوى سياسية كان لها دور كبير وقوة صلبة في مواجهة المليشيات، وعلى رأسها الإصلاح".

ولفت إلى أن "اليمن ليست البلد الأولى التي عبث ويعبث بها التحالف، بل إن السعودية عبثت بالملف السوري وأوصلته إلى هذه النتيجة، وعبثت بالملف الليبي، حتى إنها قامت بمحاصرة قطر وشن الحرب الاقتصادية والسياسية عليها، وهي ضمن مجلسهم الخليجي، فما بالنا باليمن".

وأشار إلى أن "مليشيا الحوثي في أي معركة قادمة سيكون لديها شرعية الجغرافيا وشرعية القوة، وليس أمامها جيش منظّم وقوي يستطيع مواجهتها، الأمر الذي سيجعل التحالف السعودي - الإماراتي يدفع ثمن طعناته لليمنيين".

وقال: "اليمنيون كانوا مستعدين، منذ اللحظة الأولى لدخول التحالف، لإسقاط الانقلاب، بل إن غالبيتهم باركوا دخول هذا التحالف، وشاركوا مشاركة حقيقية، وقدموا تضحيات وجهودا لم يقدمها أي شعب، والجيش الوطني قدم الآلاف من الشهداء والجرحى، لكن التحالف كان يطعنهم من الظهر".

وتساءل: "كان الجيش على تخوم صنعاء، فمن الذي أعاده إلى مأرب؟ ومن الذي أوقف المعارك في نهم؟ ومن الذي أوقف دعم وتسليح الجيش وسحب معداته العسكرية في نهم؟".

وتابع: "من صنع المليشيات هو التحالف، ومن استهدف الجيش الوطني بذريعة الضربات الخاطئة في أول عاصفة الحزم هو التحالف أيضا".

وأضاف: "أقول هذا وأنا مسؤول عنه بأن هناك نحو 15 ألف مقاتل يمني في هذه اللحظة يحمون الحدود السعودية من المليشيات الحوثية، في الوقت الذي كشف مدى ضعف وركاكة الجيش السعودي الذي تحول إلى مسخرة"، معربا عن استغرابه من رمي السعودية اللوم على اليمنيين بأنهم مشتتون ولم يكونوا جاهزين وصادقين في معركتهم مع المليشيات.

وفي حديثه عن الهدنة، قال سلطان: "مليشيا الحوثي لم تلتزم ببنود الهدنة، محاولة لاختبار مصداقية المجتمع الدولي في مسألة حماية مثل هذه الهدن، واستطاعت منذ بدء الهدنة حتى الآن أن ترفض تنفيذ أي بند فيها، ما عدا بند التوقف عن استهداف السعودية والإمارات، لكي لا يتدخل طيران التحالف في اليمن، ويتم تحييده".

- هدنة مع التحالف

من جهته، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء محسن خصروف: "إن زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي يرى الميدان مفتوحا أمامه في أكثر من جبهة ولعمليات مختلفة، فهو في حالة هدنة تامة مع التحالف، لا يقصفون أماكن مليشياته، ولا تحركاتها العسكرية"، مشيرا إلى أن "طائرات التحالف في مرابضها وصواريخ المليشيات على القواعد، والقصف يوجّه على مأرب وبقية المحافظات اليمنية.

وأوضح أنه -من خلال ما عاشه في الميدان- كلما أنجز الجيش الوطني تقدما ميدانيا يواجه من قِبل التحالف.

وأضاف متسائلا: "ما الذي نتوقّعه من المليشيات عندما نرى أنه قد تم تجهيز حملة عسكرية باتجاه محافظة شبوة، من قِبل مليشيات مدعومة من التحالف، ترفع علم الانفصال، بهدف استهداف القوات العسكرية النظامية التابعة للدولة، التي ترفع شعار الجمهورية ورايتها؟".

وأشار إلى أن "راية الجمهورية اليمنية لن تنتكس مرة أخرى طالما بقيت نقطة دم تجري في دماء الجيش الوطني".

وبيّن أن "مليشيات الحوثي، والمجلس الرئاسي، والتحالف السعودي - الإماراتي، جميعهم يسعون بقوة إلى فصل منطقة النفط والغاز (صافر) عن مدينة مأرب، والسيطرة عليها من قِبل قوات معادية للشرعية"، مشيرا إلى أن "طيران التحالف سيتدخل في هذه المعركة باستهداف الجيش الوطني".

ويرى أن "على كل القوى الوطنية -أحزاب وتنظيمات سياسية وقبائل ومثقفين وشعراء وأدباء ومحامين وفنانين- أن تصحو من غفوتها لتستنهض قواها، وتقف إلى جانب قضيّتها الوطنية الكبرى، وتدافع عن النظام الجمهوري، والوحدة اليمنية، وتنشئ كيانا وطنيا جامعا".

وفي تعليقه على دور المجلس الرئاسي والتحالف، قال اللواء خصروف: "لو أن محتوى المجلس الرئاسي على قلب رجل واحد لكان باستطاعته تطهير كل شبر من أرض اليمن، ولكن للأسف قلوبهم مشتتة".

وأضاف: "التحالف له أطماعه ومصالحه وخططه في  الجغرافية والثروة اليمنية، وفيما يتعلق ببناء القدرات العسكرية، ووجود دولة ضعيفة".

وتابع: "على السعوديين أن يعلموا بأن سقوط الشرعية والدولة اليمنية وتحقيق المليشيات إنجازا أكبر سيجعلهم اللقمة التالية، وسيأكلون بعد أن يُؤكل الثور الأبيض".

- من سيعلن وفاة الهدنة؟

في هذا السياق، يقول رئيس مركز نشوان للدراسات، عادل الأحمدي: "إن مليشيا الحوثي استنفدت حاجتها من الهدنة، واستفادت منها الاستفادة الكافية، وأصبحت الآن هي من تعلن عن وفاة الهدنة".

وأضاف: "الكارثة ليست في عبدالملك الحوثي، الذي أعلن استكمال تحضيراته للمعركة القادمة، وإنما في الطرف الحكومي الذي سيظل متشبثا بالهدنة حتى بعد خطاب الحوثي الذي أعلن استعداده للحرب".

وأوضح أن "طالما والمجلس الرئاسي لم يقم بإشغال أعضاء المجلس والقوات العسكرية التابعة لهم وجميع المكونات السياسية بمعركة باتجاه صنعاء، سوف ينشغلون بأنفسهم ومحاصصتهم، وسيتحولون إلى أضحوكة ومسخرة أمام الداخل والخارج".

وفي تعليقه على دور التحالف السعودي - الإماراتي، قال الأحمدي: "لا ننسى بأن هذه بلادنا، والتحالف سواء قصر أم طول، تكرّم أم بخل، يظل في الأخير مجرد عامل مساعد، والمعركة هي معركتنا، والبلاد هي بلدنا"، مشيرا إلى أن "الضربات الخاطئة جاءت بإحداثياتها من أيادٍ يمنية، وقد تكون تصفية أطراف بين المكوّنات الشرعية نفسها".

أخبار محلية

الحوثيون يرفعون جمارك البضائع القادمة من موانئ الحكومة

كشفت مصادر تجارية في صنعاء عن استعداد مليشيا الحوثي لتفعيل قرار سابق بفرض رسوم جمركية على كل البضائع المقبلة من الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة بنسبة 100 في المائة لإرغام المستوردين على تحويل بضائعهم إلى موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرتهم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.